ميسي وكريستيانو رونالدو أيهما أفضل

كانت أمسية دافئة من أمسيات شهر يونيو2006 والعالم أجمع مشغول بمتابعة نهائيات كأس العالم في ألمانيا، وفي تلك الليلة كانت مباراة تجمع بين الأرجنتين ومنتخب صربيا والجبل الأسود وكان سحرة أميركا الجنوبية متقدمين بثلاثية نظيفة جعلت التكهن بنتيجة المباراة يبدو ميسورا. على انه كان هنالك سبب وجيه آخر لمتابعة المباراة عندما سحب المدرب لاعبه ماكس روديجز من الملعب وأشرك بدلا منه الفتى ليونيل ميسي الذي تفصله ستة أيام عن بلوغ التاسعة عشرة.
وبعد أربع دقائق فقط من دخوله الميدان اندفع ميسي من مركز الجناح الأيسر متسللا خلف خطوط الخصم الدفاعية، وبعد أن وجد نفسه في زاوية يستحيل التهديف منها قدم تمريره دقيقة بمقياس البوصة وتجاوزت ثلاثة مدافعين وحارس المرمى لتجد زميلة هيرنان كريسبو الذي لمس الكرة داخل المرمى. وبحلول الدقيقة 88 اندفع ميسي بدون كرة ليستلم تمريره من كارلوس تيفيد قبل لحظة من دخوله منطقة مرمى الخصم وأمامه مدافع واحد هو دراغوسلاف جيفريك فأرسل الكرة عبرة في حرفية عبقرية تزايد بعدها عدد معجبي ميسي حول العالم.
وهذ السرد عبارة عن مقدمة لتساؤل يتردد حاليا في أوساط الكرة هل أظلنا عصر ليونيل ميسي؟
وموهبة ميسي لا ينكرها أحد لكن النقاش يدور حول حجم هذه الموهبة. فالبعض يهلل على أساس أنه مارادونا العصر الجديد بينما يقول الآخرون انه لن يصل إلى مستوى عباقرة المهاجمين ومنهم مارادونا نفسه وكذلك كريستيانو رونالدو في عصرنا الحالي.
وهو الاعب الذي يعتبر النقاد أن مقارنته مشروعة بميسي. أما الشق الاخر من المتابعين فيعتبرون أن مقارنه لاعب بآخر مسألة صعبة.
وقد لا تجوز لميسي ورونالدو مثلا أسلوبان مختلفان في الأداء والموهبة رغم تشابه مركزيهما بالملعب.
والجميع يعرف أن رونالدو هو الاسرع والاقوى بدنيا بلا جدال وهو يستفيد كثيرا من سرعة الكرة الانجليزية حيث يندفع من منطقة دفاع فريقه ليقود الهجمات الخطيرة رغم أنه يهدر كثيرا من قوته وتوازنه بادعاء السقوط في الوقت الذي يكون قادرا على الوقوف على قدميه والتقدم. ورونالدو كذلك أفضل في ألعاب الهواء من ميسي وقد يؤكد البعض أن تصويباته نحو المرمى أفضل كذلك. ومع ذلك يقول عدد كبير من النقاد إن النجم الارجنتيني قادر على إنهاء الموسم كلاعب أفضل بكثير من رونالدو وغيره من نجوم اللعبة اللامعين.
وأول هذه المبررات هو ما ردده العديدون حول شكهم في مقدرة رونالدوا تقديم النجاح الذي قدمه الموسم الماضي، وهو الذي غاب عن معظم المرحلة الأولى من هذا الموسم بداعي الاصابة ةبالتالي فقد الكثير من تركيزه خصوصا بعد فشل مخططه في الانتقال الى ريال مدريد كذلك حصل رونالدو على كل جائزة وكأس يمكن الاعب الحصول عليها عن أدائه الموسم الماضي ومعها ميدالية الفوز بدوري أبطال اوروبا والدوري الانجليزي مع مان يونايتد ماذا يبقى لديه من تحديات يرغب في إثباتها؟

عموما ما زال أمامه ما يثبته خصوصا مع منتخب بلاده البرتغالي الذي لم يحقق معه أي بطولة أو كأس.
وفي الكفة المقابلة نجد ان ميسي عليه إثبات الكثير وهو ما قد يبدو متاحا امامة بعد رحيل البرازيلي رونالدينيو من برشلونة ومراوغات ميسي لا يضاهيه فيها أي لاعب في العالم حاليا. وهو كثير الايجابية عندما تكون المواجهة مباشرة وهو يتميز بمقدرته على التخلص من مجموعة من المدافعين دفعة واحدة كما ان معدل جهده داخل الملعب يفوق كثيرا ما يقدمه رونالدو.
والمدهش ان الارجنتيني يستخدم حجمه الضئيل ليحقق به نتائج مذهله. ومن واقع مركز الثقل المتخصص لديه فهذا يمنحه توازنا عجيبا. وعلى عكس رونالدو يستطيع ميسي مواصلة اللعب بعد كل مخاشنه والتحام مع الخصم مستعينا بتشكيلة مكونه من التوازن والسيطرة على الكرة. وبدلا من محاولة الالتفاف خلف خط دفاع الخصم كما يفعل رونالدو عادة فهو يندفع نحوه مباشرة ليشق طريقة من الوسط. وبدلا من التهديف مباشرة، أحرز رونالدو 42 هدفا الموسم الماضي لكنخا جاءت من 255 تصويبه بينما يفضل ميسي تجهيز الكرات لزملائه المهاجمين في برشلونه. بينما قدم رونالدو 8 تمريرات فقط خلال 49 مبارة. وخلا ل 49 مباراة قدم ميسي المتكرر الاصابات 13 تمريرة متقنه أضافها الى أهدافه الستةعشرة خلال 38 مباراة.
وربما يكون الاهم هنا أن ميسي هو لاعب يقدم جهدا ضخما خلال المباراة بينما رونالدو ليس كذلك، صحيح ان الناس تستعجل تحيته بعد ال 42 هدفا التي أحرزها وهي إنجاز مشهود حقيقة إلا أنهم لا يدركون كيف ومن أحرزها وم
ى قوة الخصوم الذين واجههم رونالدو مع مان يونايتد. والأهم إهداره الفرص شبه المؤكدة كركلة الجزاء التي أهدرها من المباريات المهمة.
وخلال مباراة تشلسي التي تعتبر أحد أهم المباريات في حياته قدم البرتغالي القليل من الجهد وإن كان قد أبدى ملامح من عبقريته الكروية وأحرز هدفا شبهه الناس بأهداف العبقري الالماني جيرد مولر. ومع ذلك أوشك على أن يكلف فريقه بطولة أوروبا عندما أهدر ركلة الجزاء التي تداركها زمياه وكابتنه جون تيري لاحقا.
أما بالنسبه لاهدافه بالدوري الانجليزي التي بلغت 31 هدفا كانت 20 منها أمام فرق تقبع في النصف الاسفل من جدول الترتيب بينما لم يحرز سوى ثلاثة أهداف فقط في مرمى الأربعة الكبار. وبالتالي يصعب القول ان رونالدو قاد فعلا فريقه لاي واحد من نجاحاته الموسم الماضي. صحيح انه ساهم كثيرا الا انه فشل في تقديم أفضل أداء خلال المباريات المهمة.
أما ميسي فيعتبر قائدا مهما يقدم أفضل ما لديه خلال اللقاءات المهمة، وبينما فشل البرتغالي في إثارة إعجاب العالم خلال بطولة يورو 2008 كان الارجنتيني الضئيل مصدر قوة برشلونه في لقاء ربع نهائي ابطال اوروبا على ملعب كامب نو وكذلك الاداء المميز الذي قدمه على ملعب الاولد ترافورد رغم الهزيمة.
كذلك يملك ميسي سجلا رائعا فهو بطل تحت 20 سنه مع المنتخب الارجنتيني محققا جائزتي الكرة الذهبية والحزام الذهبي وخلال الشهر الماضي قاد منتخب الارجنتين الى احراز الميدالية الذهبية في اولمبياد بكين، وحصل كذلك على دوري ابطال اوروبا عام 2006 مع برشلونه رغم مشاركته في 7-13 مباراة من تلك البطولة.
وإذا حكمنا علية من واقع أدائه في الالعاب الاولمبية يبدو ان ميسي قد بلغ سن النضج الكروي رغم حدائه سنه وبالتالي يمكن أن نتوقع أن يدخل العالم حقبة ليونيل ميسي التي قد تتواصل لعدة اعوام مقبلة.

المساهمات : 22 تاريخ التسجيل : 19/10/2008

شكرا على الموضوع

» بيليه : ميسي لاعب عظيم
» رد: ده أفضل لاعب عندي
» رونالدينيهو وذهبية أفضل لاعب فى اوروبا
» أفضل خمسه أهداف لبول سكولز